[ يُوه ] .. وحلم الطيران

e]تشانج يوه ] .. وحُلم الطيران

حُلم الطيران .. والابتعاد قليلاً- أو ربما كثيراً - عن الأرض ، حلمُ التحليق بحرية الطيور
في سماءات لاتوجد إلا في خيالاتنا ..
الحلم الذي طغى على أذهان الكثيرين فكان أن طرنا أخيراً على أجنحة حديدية Smile

هذا الحلم هو نفسه الذي دفع الصين إلى استكشاف سطح القمر .. ولكنه جاء هنا على شكل أسطورة تغذّي الخيال أكثر وتدفعه لمضي في الاستكشاف بعزمِ لا يكل

تدور الأسطورة التي ألهمت الصين لبدء برنامجها لاستكشاف سطح القمر حول سيدة أصيبت بخيبة الأمل من الحياة على الأرض فطارت إلى القمر.

ففي التاريخ الشفهي والأشعار التي ترجع إلى عصر مملكة تانج نجد أن هناك العديد من الروايات المتباينة حول تشانج يوه السيدة التي سئمت الحياة على الأرض فطارت إلى القمر ..

ولكن رغم كثرة الروايات وتعددها إلا أنها معروفة لدى جميع الصينيين.

حتى أن الصينيين في العصور القديمة اعتقدوا أن السحب التي تمر عبر القمر ما هي سوى الالهة الاسطورية تشانج يوه .

تقول إحدى روايات الاسطورة الشائعة إن تشانج يوه طارت للقمر هربا من زوجها الاستبدادي الذي حكم مملكة قديمة بيد من حديد، وهو الأمر الذي جعلها بطلة في نظر الفلاحين

رواية أخرى تقول إن تشانج يوه التي تعذبت من الحب أخذت إكسيرا خفف من وزنها لدرجة أنها استطاعت الطيران والابتعاد عن الأرض

وفي أيلول (سبتمبر) من كل عام، تكون تشانج يوه محط الاهتمام في مهرجان ينظم في الصين، منتصف الخريف من كل عام ويعرف باسم "يوم كعكة القمر"، وهو اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن في السنة القمرية الصينية، حيثُ يصنعون فيه كعكاً من رقائق العجين على هيئة القمر وتكون بحجم اليد، ويعتبرونها رمزاً على التآلف العائلي وتقارب افراد الأسرة وفقا للثقافة الصينية.

وتقول أسطورة كعكة القمر إن تشانج يوه كانت زوجة أحد رماة الأسهم الإمبراطوريين ويدعى هو يي والذي صدر إليه أمر بالتصويب على تسع شموس من الشموس العشر الموجودة بالسماء وإسقاطها جميعا.

وهنا تم مكافأة هو يي بإكسير الخلود إلا أن زوجته الجميلة هي من شربته وأصبحت أخف وزنا وطارت إلى القمر.

وفي كل رواية يتم وصف تشانج يوه مع أرنبها الأبيض الذي يقال إنها أعطته نفس الإكسير

وأضاف الكاتب يي تشاويان - الذي اشتهر خارج الصين بفضل رواية "نانجينج" الصادرة عام 1937- بعدا جديدا إلى قصة يوه يي وتشانج يوه العام الماضي عندما قال إن تشانج يوه حكمت على نفسها بالنفي لمعاناتها من قصة حب فاشلة.

وفي رواية الكاتب الشهير ، يفقد هو يي حبه لتشانج يوه بعد أن أصبح الإمبراطور ولكن تشانج يوه رأت أن زوجها سيفقد السلطة وترجته أن يطير معها.

وقال الكاتب في تصريح لصحيفة "تاشينا ديلي في وقت سابق من هذا العام: "فجأة يستيقظ حب تشانج يوه في قلب هو يي من جديد".

ويحاول هو يي في اللحظات الأخيرة شرب الإكسير لمرافقة تشانج يوه إلى القمر.

ثم يُضيف الكاتب قائلاً:
"ولكن يكون الأوان قد فات، وينفصل الحبيبان للأبد". Sad